الصحابة هم من قابلوا النبي ﷺ في حياته وعاشوا معه، فكانوا رفقته وأصحابه تعلموا منه الإسلام وقاتلوا من أجله وعلموه لغيرهم، ومنهم من مات في عهد النبي ﷺ ومنهم من عاش بعد وفاته، فحملوا الرسالة وتولوا الخلافة وانتشروا في البلاد البعيدة لنشر الإسلام وفتح المدن الأخرى.
وسوف نتحدث في هذا المقال عن أربعة من الصحابة كانوا صغارًا في عهد النبي ﷺ وعاشوا بعده لفترة طويلة، وأصبحوا فقهاء في الدين، وهم العبادلة الأربعة.
من هم العبادلة الأربعة
هم أربعة من صغار الصحابة عاشوا طويلاً بعد النبي ﷺ واشتهروا بعلمهم وفتواهم، وطالت بهم الحياة فتسلم عبدالله ابن الزبير الخلافة، وشهد البقية الفتنة فكان أزهدهم عبدالله ابن عمر الذي اعتزلها.
وكانوا إذا اتفقوا على أمر واحد قيل “هذا قول العبادلة” وهم عبدالله بن عمر بن الخطاب، عبدالله الله بن العباس، عبدالله الله بن الزبير بن العوام، عبدالله الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
ما سبب تسميتهم بهذا الاسم؟
ليست التسمية فقط لكون اسمهم “عبدالله” فهناك حوالي مائتي وعشرين رجلاً من الصحابة يحملون نفس الاسم، ولكن السبب هو أنهم كانوا صغاراً في حياة النبي ﷺ فتعلموا الإسلام وأخذوا العلم، وطالت حياتهم بعد وفاة النبي ﷺ فكانوا أهل للفتوى والعلم لكثير من الناس.
نبذة عن العبادلة الأربعة
1. عبدالله بن عمر (الإمام القدوة شيخ الإسلام)
- اسمه:
عبدالله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي المكي، ثم المدني.
- كنيته:
أبو عبد الرحمن.
- مولده ووفاته:
ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة أي في السنة الثالثة للبعثة.
وتوفيَّ عام ٧٣ ه وهو آخر من مات من الصحابة بمكة عن عمر ٨٤ عام وأصابه العمى قبل وفاته.
- نسبه:
هو الصحابي بن الصحابي، والده هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أمه هي زينب بنت مظعون، وأخته السيدة حفصة زوجة النبي ﷺ.
- حياته:
أسلم وهو صغير وهاجر مع والده إلى المدينة، لم يشهد بدر واختلف العلماء في أحد بسبب صغر سنه، ولكنه شهد الخندق وكان عمره خمسة عشر عاماً، وشهد ما بعدها من غزوات مع النبي ﷺ، كما شهد فتح مصر وأفريقيا، رفض الخلافة حين عُرضت عليه بعد موت عثمان، كما أنه اعتزل الفتنة بين علي ومعاوية.
- روايته للحديث:
يعد واحداً من أعظم رواة الحديث والمكثرين من حفظه، حيث روى ألفين وستمائة وثلاثين حديثاً، ومما روى عنهم أبيه، وأبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة، وزيد بن ثابت، وزيد عمه، وسعد، وابن مسعود، وعثمان بن طلحة، وحفصة، وعائشة وغيرهم؛ رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- صفاته:
الإمام المحدث، الفقيه العالم الورع الجواد، العابد الزاهد، ما مات حتى أعتق ألف إنسان أو زاد، كما عُرف بين الصحابة بالمثابر الأواب لأنه كان أكثر الصحابة اتباعاً لأثر رسول الله ﷺ في قوله وفعله.
وكان أعلم الصحابة بمناسك الحج، كما كان يتحرى الدقة في فتواه فقد أفتى للناس حوالي ٦٠ سنة، وله فضل كبير في نشر القرآن وسنة الرسول ﷺ، حيث كان يأتي إليه العديد من طلاب العلم ويدرسون على يديه.
- من أشهر تلامذته:
عمر بن عبد العزيز، وسعيد بن المسيب.
- من أقواله:
“لا يكون الرجل من العلم بمكان حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بالعلم ثمناً”.
- مما قيل عنه:
1- قال جابر بن عبدالله الله: “ما من أحد أدرك الدنيا إلا قد مالت به ومال بها إلا عبدالله الله بن عمر رضي الله عنهما”.
2- قال مَيْمُون بن مهران “ما رأيت أورع من ابن عمر”.
3- قال محمد الباقر: “كان ابن عمر إذا سمع من رسول الله ﷺ حديثًا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحد في ذلك مثله”.
2. عبدالله بن العباس (حَبر الأمة وترجمان القرآن)
- اسمه:
عبدالله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.
- كنيته:
أبو العباس.
- مولده ووفاته:
ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنوات.
وتوفيَّ رضي الله عنه عام ٦٨هـ بالطائف عن عمر ٧١ عام، وصلى عليه محمد ابن الحنفية وكبر عليه أربعاً، وقال: “اليوم مات رباني هذه الأمة”، وضرب على قبره فسطاطاً.
- نسبه:
هو ابن عم رسول الله ﷺ، أمه تُعرف بأم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، وهي أخت لبابة الصغرى بنت الحارث أم سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه، وأخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي ﷺ، وأشهر إخوته هو الفضل بن العباس رضي الله عنه.
- حياته:
نشأ في بداية عصر النبوة وصحب النبي ﷺ حوالي ثلاثين شهراً، وكان عمره عند موت النبي ﷺ ١٣ عام، أخذ العلم من النبي ﷺ وكبار الصحابة.
كان مستشاراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة خلافته، كما شهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين، وشهد فتح أفريقيا، وكان واحداً من الذين تولوا بعض الأمصار في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإليه يرجع نسب خلفاء بني العباس.
- روايته للحديث:
روى ألف وستمائة وستين حديثاً، ولكنه روى القليل منها مباشرةً عن النبي وذلك لقصر فترة صحبته للنبي، أما غالبية ما رواه من الأحاديث فكانت عن أحد الصحابة عن النبي ﷺ.
وكان يكره الإكثار من الحديث عن النبي ﷺ، وكان لا يقبل حديثاً إلا أن يتثبت، وكان يقول: «إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ».
- صفاته:
كان تقياً، مجاهداً، وزاهداً، كما كان كريماً، وهو أحد علماء هذه الأمة، دعا له النبي ﷺ بالحكمة وقال: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”، وقال أيضًا: “اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة”، فأصبح بحراً في علوم القرآن وتفسيره، كما لقبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتى الكهول.
ومن ألقابه حَبر الأمة، وترجمان القرآن، والحبر، والبحر، وفقيه العصر.
- من أشهر تلامذته:
عطاء بن أبي رباح، وأنس بن مالك، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن سيرين.
- من أقواله:
1- “خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم فتكون كالرمية خرجت من غير رام”.
2- لما قُبِضَ رسول الله ﷺ قلت لرجل من الأنصار: “هلم فلنسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثير”. فقال: “يا عجباً لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله من فيهم؟”، فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح عليّ من التراب، فيخرج فيراني فيقول: “يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟” فأقول: “لا! أنا أحق أن آتيك” فأساله عن الحديث. فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع حولي الناس يسألوني، فيقول: “هذا الفتى كان أعقل مني”.
3- مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبةً له، حتى خرج حاجّاً فخرجت معه، فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له، فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه، فقلت: “يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي ﷺ من أزواجه”، فقال: “تلك حفصة وعائشة”، فقلت: “والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبةً لك”، فقال: “فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني، فإن كان لي علم خبرتك به”.
- مما قيل عنه:
1- قال ابن عمر: “ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد”.
2- قال عطاء بن أبي رباح: “ما رأيت مجلساً أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم جفنة ولا أكثر علماً، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب”.
3- قال مجاهد: “كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نوراً”.
4- مما قاله عنه النبي ﷺ: “اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل”، وقال له رسول الله ﷺ: “يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشئ كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف”.
- مما ذُكر في أدبه وأخلاقه:
شتم رجل ابن عباس، فقال له ابن عباس: “إنك لتشتمني وإن في لثلاث خصال، إني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، وإني لأسمع بالغيث يصيب البلد من بلدان المسلمين فأفرح به وما لي به سائمة، وإني لأتي على الآية من كتاب الله فأتمنى أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم”.
3. عبدالله بن عمرو بن العاص (الإمام الحبر العابد)
- اسمه:
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي.
- كنيته:
أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو نصير.
- مولده ووفاته:
ولد في مكة قبل الهجرة بست سنوات، وقيل أن اسمه كان العاص عند مولده ولكن أسماه النبي ﷺ عبدالله بعد إسلامه.
ولكن اختلف العلماء في سن ومكان وفاته، فقيل توفيّ في عام ٦٣، أو ٦٥، أو ٦٧، أو ٦٨، وقيل توفيّ عن عمر يناهز ٧٢ عام أو ٩٢ عام، وقيل توفيّ في مكة أو الطائف أو مصر أو الشام.
- نسبه:
هو ابن الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهو يصغره باثنتي عشرة سنة وقيل إحدى عشرة سنة.
- حياته:
أسلم قبل والده وهاجر إلى المدينة، صحب النبي ﷺ بعد الهجرة وتلقى منه الكثير من الأحاديث التي سجلها في صحيفة سمَّاها (الصحيفة الصادقة).
شهد العديد من الغزوات مع النبي، كما شهد فتح الشام، وحمل راية أبيه يوم اليرموك، وشارك في معركة صفين، وولاه معاوية رضي الله عنه الكوفة ولكن لمدة قصيرة، وبعد وفاة أبيه ولاه مصر لسنتين.
- روايته للحديث:
روى 700 حديثاً، اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، وله في مسند أحمد 626 حديثاً.
روى عن النبي ﷺ، وعمر بن الخطاب، وأبي الدرداء، ومعاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عوف، ووالده عمرو بن العاص، وأبي بكر الصديق، وسراقة بن مالك، وأبي مويهبة مولى النبي ﷺ، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- صفاته:
هو الإمام الحبر العابد، صاحب رسول الله ﷺ وابن صاحبه، ويُعد أحد حفاظ الصحابةوعلمائهم، وكان غزير العلم مجتهد في العبادة، أتقن القراءة والكتابة في الجاهلية وأجاد اللغة السريانية، وحفظ عن الرسول ﷺ ألف مثل.
قرأ القرآن وأتقنه، وكان عالماً بالكتب السماوية التي نزلت قبل القرآن،
وقف في وجه أبيه ومعاوية في معركة صفين بعد مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه، وقال لهما أنتما الفئة الباغية لا أقاتل معكم.
- أشهر تلامذته:
طاووس بن كيسان.
- من أقواله:
“ينبغي لحامل القرآن ألا يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن؛ لأن في جوفه كلام الله تعالى. وينبغي له أن يأخذ نفسه بالتصاون عن طرق الشبهات، ويقل الضحك والكلام في مجالس القرآن وغيرها بما لا فائدة فيه، ويأخذ نفسه بالحلم والوقار”.
- مما قيل عنه:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: “ما كان أحد أكثر حديثاً عن رسول اللّه ﷺ مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب”.
4. عبدالله بن الزبير بن العوام (أول مولود في المدينة المنورة)
- اسمه:
عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي.
- كنيته:
أبو بكر، وأبو خبيب.
- مولده ووفاته:
هو أول مولود بعد الهجرة، حيث ولد في السنة الأولى للهجرة، وحنّكه النبي ﷺ بتمرة وبارك عليه وسمّاه عبد الله، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.
استشهد على يد الحجاج بن يوسف الثقفي، عام ٧٣ ه عن عمر يناهز ٧٢ عام، في أيام عبد الملك بن مروان.
- نسبه:
والده هو الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة، أمه هي أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، وخالته هي السيدة عائشة زوجة النبي ﷺ، وأجداده هم سيدنا أبو بكر والسيدة صفية بنت عبد المطلب، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- حياته:
أحضره أبوه عند رسول الله ﷺ ليبايعه وعمره حوالي سبع سنوات، وكان فارس قريش في زمانه، شهد اليرموك في مراهقته، كما شهد فتح المغرب وغزو القسطنطينية، وكان في يوم الجمل مع خالته السيدة عائشة رضي الله عنها، وكان له دور في فتح أفريقيا، وكان ممن دافعوا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في فتنة مقتله.
يعتبر الخليفة التاسع للمسلمين، تمت مبايعته بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، وحكم الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وبعض الشام، واستمرت خلافته تسع سنين، ونازعه الأمويين على الخلافة وتوسعوا على حسابه، فسقطت منه معظم البلدان، وحاصروه في مكة إلى أن قتلوه بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي وصلبوه فيها.
- روايته للحديث:
روى ثلاثة وثلاثين حديثاً، اتفقا له على حديث واحد، وانفرد البخاري بستة أحاديث ومسلم بحديثين.
روى عن النبي ﷺ، وعن أبيه، وعن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- صفاته:
كان لا ينازع في ثلاثة شجاعة، ولا عبادة، ولا بلاغة، وكان صواماً قواماً كبير العلم والشرف، كان من الزاهدين ممن ساروا على درب الخلفاء الراشدين، وكان يقرأ القرآن ويصلي النوافل.
كان إذا صلى قرأ الجزئين والثلاثة والأربعة والخمسة من القرآن في ركعة واحدة، وكان يقسم الدهر على ثلاث ليال؛ فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.
- من أقواله:
1- “لا عاش بخير من لم ير برأيه ما لم ير بعينه”.
2- “إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم من صبر على البلاء، ورضى بالقضاء، وشكر النعماء وذل لحكم القرآن”.
- مما قيل عنه:
قال ابن مليكة: “والله ما رأيت نفساً ركبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروحاً، ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجّل ركوعه”.
هل يعد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أحد العبادلة الأربعة؟
ما يميز العبادلة الأربعة أنهم كانوا صغاراً في عهد النبي ﷺ وطالت حياتهم بعد موته، حتى أصبحوا فقهاء وعلماء في الدين، لذلك لا يعد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه منهم لأنه توفيّ قبلهم حيث توفيّ عام ٣٢ ه.
وقيل لأحمد بن حنبل: فابن مسعود؟ قال: ليس هو من العبادلة، وقال البيهقي: السبب هو أن ابن مسعود تقدمت وفاته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى علمهم، فإذا اتفقوا على شيء قيل: هذا قول العبادلة، أو فعلهم، أو مذهبهم.
وفي الختام يجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على دين الإسلام العظيم الذي هدانا إليه، وأن نثني على جهود الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، الذين وقفوا بجانب الرسول ﷺ وساندوه في نشر الإسلام، فقد كانوا قدوة لنا في العمل الجاد والتضحية والإخلاص لله ولرسوله، علينا أن نتعلم من حياتهم وأن نحتذي بأخلاقهم في حياتنا.
جزاك الله خير ونفع بك♥️♥️♥️♥️