ما هي أضرار السكر وكيفية التخلص من إدمانه

جميع السكريات كربوهيدرات، ونحن نعلم جيدًا مدى أهمية الكربوهيدرات لأجسام البشر، فهي مصدر الطاقة الرئيسي له، فهل استخدام السكر في المطلق مضر ؟ وهل جميعها مضر أم بها ما يصح لجسم الإنسان؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا.

ماهو السكر؟

السكر هو مادة حلوة، تُستخدم في جعل الأطعمة والمشروبات حلوة، وعادة تكون في شكل بلورات، يتكون في الفواكه بطريقة طبيعية،ويطلق عليه سكر الفواكه الطبيعي أو السكر الطبيعي، وهذا يختلف عن سكر المائدة (سكر الاستعمال اليومي) والذي يتم في صناعته تكرار السكر الطبيعي وبلورته.

بصفة عامة، توجد السكريات في مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والمكسرات، والحليب ومنتجاته، وتصنع النباتات هذا السكر -طبيعيًا- في مرحلة التمثيل الضوئي.

كيفية صنع السكر المائدة

سكر المائدة أو السكروز يُصنع من قصب السكر أو بنجر السكر، حيث يتم حصاد القصب أو البنجر وإرساله إلى المصنع لاستخراج العصير منه ثم تنقيته وبلورته إلى سكر خام ومن ثَم يتم نقله إلى المائدة للاستعمال اليومي.

مسميات السكر المكرر

يطلق على سكر المائدة الذي نستخدمه يوميًا عدة أسماء دارجة، منها السكر المكرر، أو السكروز، أو شراب الذرة عالي الفركتوز أو HFCS.

الفرق بين السكر الطبيعي والسكر المكرر بأنواعه

السكر الطبيعي الذي نتناوله ضمن وجباتنا الأساسية من الفواكه وبعض الخضروات الطازجة والذي يُصنَع من خلال التمثيل الضوئي، ويكون السكر فيهما من صنع النبات وليس من صنع الإنسان.

أما السكر المكرر فيدخل فيه الإنسان لجعله أكثر حلاوة ولتعزيز مذاقه، حيث يتم أخذ السكر الطبيعي، كما في قصب السكر أو البنجر أو غيره من النباتات الطبيعية -التي تصنع السكر بشكل طبيعي وبشكل كبير- ويتم غليه وتبخيره وتنقيته وبلورته بمعدات ودرجات حرارة خاصة، وهذا ما يحدث في الأغلب مع بنجر السكر حيث وصل استخدام السكر المُستخرج من بنجر السكر بنسبة 55% من إجمالي السكر المنتج محليًا.

أما عن صناعة HFCS أو شراب الذرة عالي الفركتوز، فيتم فيه طحن الذرة لصنع النشا ثم يتم معالجته لإنتاج شراب الذرة ويتم أيضًا إضافة الإنزيمات التي تزيد من محتوى سكر الفركتوز، فهو يُصنَع في الأساس من الذرة.

هل السكر له آثار سلبية على صحة الإنسان؟

في بداية الأمر يجب أن نعرف الفرق بين السبب والعامل، سبب المرض إذا وُجِد كان المرض، أما العامل لا يحل بوجوده المرض مباشرةَ، بل يُساعد السبب على تعجيل المرض، مثل مرض القلب سبب من أسبابه مرض الضغط، لكن تناول الكر فهو عامل مساعد لوجود مرض القلب في حال توافر سببه (مرض الضغط مثلًا).

  • الخرف وأمراض الكبد والاكتئاب

يساعد تناول السكر كعامل من عوامل مرض الخرف في الكبر، وأمراض الكبد ومرض السكري من النوع الثاني، وأنواع معينة من السرطان، ويؤثر بشكل كبير في مرض الاكتئاب نتيجة لما يسببه من تغيرات مزاجية حادة.

  • القيمة الغذائية

يُوفر السكر السعرات الحرارية دون أي مغذيات مصاحبة، ويمكن أن يضر بعملية التمثيل الغذائي على المدى البعيد.

  • مرض السمنة وتسوس الأسنان

ويؤثر على صحة الإنسان أيضًا بمرض السمنة والدهون الزائدة في منطقة البطن وأمراض القلب، كما يعد السكر من أكبر العوامل التي تسبب تسوس الأسنان وحساسية اللثة وأمراض الأسنان بشكل عام.

  • تأثيره على الشبع والجوع

أيضًا يؤثر السكر بشكل مباشر على هرمون اللبتين المسؤول عن احساس الجوع والشبع، فوجوده يُشعر بالشبع، والسكر يُقاوم إفرازه، ويتمثل الخطر  في مقاومة هرمون اللبتين حيث أنها تعمل على زيادة إدخال الطاقة للجسم وبالتالي تناول الطعام بكثرة وشراهة مما يؤدي إلى زيادة الوزن.

ومع تكرار نفس الفعل (تناول السكريات) بشكل مستمر ولمدة طويلة تتكون العادة، وتلك العادة إذا كانت سلبية فنُطلق عليها إدمان، فهل يسبب السكر إدمان وهل هو عادة سيئة؟

 هل يسبب السكر إدمان؟

بعدما عرفنا سلبيات السكر المكرر على صحة الإنسان فهو عادة سيئة فهل تناول  السكر يسبب الإدمان؟ وكيف أعرف إذا كنت مدمن على السكريات أم لا؟ مبدئيًا يجب أن نعرف كيف يتصرف السكر عند دخوله الجسد، وما الذي يجعله يتسبب في أعراض سيئة.

تدخل السكريات الجسم وتحفز هرمون اللبتين كما ذكرنا ولكن على جانب آخر فإنها تحفز نفس المناطق التي تحفزها العقاقير الغير مشروعة في المخ، فهي تعطينا نشوة لحظية وطاقة كبيرة في وقت قصير ثم تختفي، هذا السبب الكبير وراء التقلبات المزاجية الحادة التي يتسبب فيها السكر بشكل مباشر وواضح وسريع.

التعرف على الإدمان السكري 

لقد تعرفنا على سلوك السكر في الجسم، وسلوكه في المخ، فكيف أتعرف على الإدمان؟

  1.  إذا كان لديك تاريخ في تناول الطعام او السكريات -أو لاحظت حاليًا- أنك مدمن على السكريات بشكل أكبر من المطلوب.
  2.  إذا لاحظت صعوبة في سلوكك للإعتدال في تناول السكريات.
  3. إذا لم تعد تستطعم شئ دون السكر.

هنا نُدرك وجود سلوك إدماني للسكريات يجب معالجته، فكيف أساعد نفسي في التخلص منه؟

كيفية التخلص من الإدمان السكري

الأمر سهل للغاية لكن يحتاج لقرار حازم واستمرارية مدة كافية لتكوين عادة صحية.

فأولًا يجب معرفة مقدار السكر الذي يكفي دخوله إلى جسدك في اليوم الواحد، هذه أول مرحلة في البعد عن السكر هو معرفة الكمية المتاحة للفرد، للمساعدة على تقليل استخدام السكريات.

حيث يُفترض حساب السعرات التي من المفترض أن لا تزيد عن تناولها، فتبعًا لجمعية القلب الأمريكية، تم تقدير 150 سعر حراري للرجا بما يوافق  تسع ملاعق صغيرة على مدار اليوم الكامل. وقدّرت للمرأة 100 سعر حراري فقط بما يُقدّر بست ملاعق صغيرة في اليوم الواحد.

وثانيًا علينا النظر إلى مكونات الطعام فمن المحتمل وجود أحد مكونات السكر.

في القرن الحالي يتم إضافة الكثير من المنكهّات على الأطعمة، ومن الممكن وجود السكر وسط هذه المنكهات والمواد الحافظة، حيث يتم إضافة السكر إلى العديد من الأطعمة بما في ذلك الاطعمة التي لا تحتوي على السكر.

ومن هُنا قد يتسلل السكر إلى طعامك دون أن تعلم، فأغلب السلع المعلبة تحتوي على سكريات بشكل أساسي، وتوجد بوضوح كبير في:

  • المشروبات الغازية.
  • مشروبات الطاقة.
  • القهوة.
  • ألواح الشوكولاتة.
  • الأيس كريم.
  • الفطائر بأنواعها.
  • الزبادي قليل الدسم المعلب.
  • الزبدة المعلبة.
  • زبدة الفول السوداني قليل الدسم المعلب.
  • الوجبات الجاهزة.
  • الصلصات الجاهزة وقليلة الدسم أيضًا.

معرفة بدائل السكر

يمكن استبدال السكر في الطهي ببدائل عديدة منها:

  • القرفة.
  • جوزة الطيب.
  • مستخلص اللوز.
  • الفانيليا.
  • الزنجبيل.
  • الليمون.
  • سكر ستيفيا، فقد أوضحت الدراسات أمانه وفاعليته كبديل للسكر المكرر.
  • دقيق الشوفان، والذي يحتوي على سكر مضاف من مصدر طبيعي.

حاول المواظبة على تناول الألياف فهي تساعد على إبطاء سرعة دخول السكر إلى مجرى الدم، وهذا يقلل من من احتمالية ارتفاع نسبة الدم في الجسم، كما تعمل الفاكهة الكاملة على زيادة الألياف في الجسم ومقاومة المضغ.

حيث أنها ترتبط ببعض الإنزيمات في المعدة والتي تعمل على تحسين نشاط المضغ والذي بدوره يُقلل من تناول الطاقة في الوجبة الواحدة.

ومن ضمن خطوات التخلص من الإدمان السكري هي معرفة عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها كل من المأكولات التي تدخل في صناعتها السكر، مثال على ذلك هي عبوة الكوكاكولا -COLA CAN- التي تحتوي على 355 جرام من الكولا، تحتوي هذه العبوة على 140 سعر حراري.

فعلينا أن نقرأ ارشادات المنتج ومعرفة عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها قبل الشراء.

وأخيرًا تقليل استخدام المحليات بشكل عام، مثل السكر المكرر الذي ذكرناه ومثل السكر البني وسكر جوز الهند وسكر الشعير وسكر الجلوكوز وسكر اللاكتوز ودبس السكر.

خاتمة

في ختام الموضوع، يجب التأكيد على أن السكر يُخلَق طبيعيًا في أوراق النباتات وفي الفواكه والألبان وغيرها من النباتات، وأن الفواكه الكاملة كافية جدًا للحصول على السكر. ودعنا نذكّرك بأمور بسيطة:

  • لكل فرد نصيب معين ومحدد من السكر يساعده على المحافظة على صحته سليمة.
  • الأضرار السلبية للسكر المكرر أكثر من منافعه التي تنحصر فقط في تحلية الطعام.
  • يمكن تحلية الطعام بأكثر من طريقة غير السكر.

أي يمكنك الوصول إلى بدائل للسكر، مع ضمان التمتع بصحة جيدة، وبالطبع لا تنسَ في النهاية استشارة الطبيب إذا شعرت بأي مشكلة صحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *