تعني كلمة استراتيجية “الخطة الموحدة والشاملة والمترابطة لقطاع معين والتي تهدف إلى ضمان تحقيق أهداف المخطط في الأجل الطويل”، وعند استخدامها في مجال التدريس والتعليم فإنها تعني “خطة عمل عامة توضع لتحقيق أهداف معينة، ولتمنع تحقيق مخرجات غير مرغوب فيها”.
واستراتيجية التدريس هي كل ما يتعلق بعملية التدريس من أسلوب المعلم في الشرح، الوسائل التي يستخدمها المعلم، سلوكياته، مهاراته في توصيل المادة العلمية، استغلاله للموارد المتاحة، والجو العام أثناء العملية التعليمية. في هذا المقال سنتحدث عن مجموعة من أفضل استراتيجيات التدريس الحديث.
ما هي فوائد استخدام استراتيجية تدريس حديثة؟
استراتيجيات التدريس الحديثة تساعد الطلاب على تقديم أداء أفضل، كما تتيح للمعلم الفرصة لاكتشاف قدرات الطلاب ومعرفة اهتماماتهم وتنمية قدراتهم، كما تجعل العملية التعليمية محببة للطلاب، وتكمن فوائد استخدام استراتيجية تدريس حديثة في الآتي:
- تساعد على التقييم والملاحظة.
- تعين المعلمين على وضع أهداف واضحة، وتمكنهم من مشاركة هذه الأهداف مع الطلاب.
- إحساس الطالب بالمشاركة: من خلال الأنشطة التفاعلية التي تزيد عند الطالب الإحساس بالاستقلال والمسؤولية الثقة بالنفس.
- تلبية الاحتياجات الفردية: عند استخدام استراتيجيات متعددة فإن المعلم يقوم بالتكيف مع كل أنواع الطلاب لاستخدام الأسلوب المناسب مع كل مجموعة منهم.
أفضل 7 استراتيجيات للتدريس الحديث
1. التعليم الجماعي
في هذا الأسلوب يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 3 – 6 أفراد مختلفين في المستوى المعرفي والمهارات، ويتعاون طلاب كل مجموعة فيما بينهم لتحقيق أهداف مشتركة.
أثناء استخدام هذا الأسلوب يجب على المعلم تقسيم الموضوع إلى فقرات رئيسية وفرعية وترتيبها حسب الأهمية، كما يجب تعيين قائد المجموعة ليقوم بتنظيم وشرح ومناقشة الأفكار أثناء النقاش بين مجموعة الطلاب. تسمح هذه الاستراتيجية بتدريب الطلاب على تبادل الأفكار وتنمية مهارة التعبير عن المشاعر ووجهات النظر و زيادة الثقة بالنفس والشعور بالذات.
2. استراتيجية الفصل المقلوب
تعتمد هذه الاستراتيجية على الوسائل التعليمية الحديثة، حيث يقدم المعلم للطلاب المادة العلمية التي يجب دراستها في صورة ملف صوتي أو مقطع فيديو، وعلى الطالب مراجعة أجزاء الدرس وبناء المفاهيم المتعلقة به، وذلك قبل الذهاب إلى الفصل.
عند الذهاب إلى الفصل الدراسي يقوم المعلم بإدارة المناقشة حول الأفكار التي احتوى عليها الدرس، ويكون النقاش واسعا ويشمل جميع عناصر الدرس. والمميز في هذه الاستراتيجية أنها عكس الوسيلة التقليدية التي تعتمد على تلقين الطالب المعلومات في الفصل الدراسي ثم طلب منه إكمال الواجبات والتدريبات في المنزل، لذلك تمت تسمية هذه الاستراتيجية بالفصل المقلوب.
3. التعليم الذاتي
عملية يتولى فيها المتعلمون مسؤولية تعلمهم بمساعدة أو بدون مساعدة من الآخرين، في تحديد احتياجاتهم التعليمية، وصياغة أهدافهم التعليمية المناسبة لهم، وتحديد مصادر التعلم البشرية والمادية، واختيار وتوظيف استراتيجيات التعلم المناسبة ومن ثم تقييم نتائج تعلمهم. ولاستخدام هذه الاستراتيجية على الطالب أن يمر بأربعة مراحل:
- تقييم مدى استعداد الطالب للتعلم: وذلك عن طريق إجراء تقييم ذاتي لوضعهم الحالي، تقييم عاداتهم الدراسية، وضع الأسرة، وتقييم تجارب التعليم الذاتي السابقة، وذلك لمعرفة مدى امتلاكهم للمهارات اللازمة للبدء في رحلة التعليم الذاتي، كأن يكون المتعلم مستقلا ومنفتحا ومنضبطا ذاتيا وقادرا على تقبل النقد البناء.
- تحديد أهداف عملية التعلم: يجب على المعلم الاتفاق مع الطالب على أهداف التعلم التي يقوم المعلم بتحديدها، وتحديد هذه الأهداف يتم عن طريق:
- تحديد أهداف الوحدة الدراسية.
- تحديد الواجبات والتدريبات.
- وضع جدول زمني للدراسة.
- تحديد مصادر التعلم.
- وجود تغذية راجعة وتقييم بشكل دوري.
- تحديد مواعيد للنقاش مع المعلم.
- الانخراط في عملية التعلم: على الطالب أن يفهم نفسه كـمتعلم من أجل فهم احتياجاته كطالب تعلم موجه ذاتيا.
- تقييم عملية التعلم: على الطالب أن يقوم بتقييم عملية التعلم الذاتي بشكل دوري، وهذا التقييم الذاتي يساعد في معرفة مقدار التقدم نحو تحقيق أهداف التعليم.
4. استراتيجية VAK
تشير الحروف VAK إلى:
ـ V ترمز إلى (مرئية Visual) أي بيانات مرئية.
ـ A ترمز إلى ( مسموعة Audible) أي بيانات مسموعة يتم جمعها عن طريق السمع.
ـ K ترمز إلى (حركية kinesthetic ) أي الحركية والشعور بالبيانات.
يحتوي الفصل الدراسي الواحد على الأنواع الثلاثة من الطلاب الذين يتلقون المعلومات من خلال السمع أو الرؤية أو الشعور بالمعلومة، لذلك على المعلم أن يقدم نفس المعلومة بأساليب مختلفة لتتناسب مع أنواع الطلاب.
- الأسلوب المرئي (Visual)
يفضل هذا النوع استخدام الصور والرسوم البيانية والرسوم والفيديوهات لعرض الأفكار والتعلم بشكل أفضل، كما يحبون إنشاء الرسومات التي تساعد على تذكر المعلومات الهامة وتحديد العناصر الرئيسية للموضوع الدراسي، لذلك على المعلم استخدام هذه الأدوات لتسهيل تلقي المعلومات على الطلاب المرئيين.
- الأسلوب السمعي (Audible أو Auditory)
يتلقى هؤلاء الأشخاص المعلومات بشكل أفضل عن طريق الاستماع والمناقشة والتحدث، ويتذكرون المعلومات بشكل أفضل عندما يتم شرحها بصوت عال، أو ارتباطها بأصوات غير لفظية كالتصفيق والموسيقى.
- الأسلوب الحركي (Kinesthetic)
يعتمد هذا الأسلوب على التجربة أو التدريب العملي، أصحاب هذا الأسلوب يحبون إنشاء النماذج والعروض التفاعلية، ويتميزون بردود الأفعال السريعة ولغة الجسد القوية، كما أنك قد تجدهم يدونون الملاحظات خلال الشرح لمجرد القيام بنشاط حركي أثناء التعلم.
5. العصف الذهني
العصف الذهني هو نشاط جماعي يساعد على التدفق الحر للأفكار وفيه يجتمع بعض الطلاب لتوليد أفكار جديدة حول موضوع معين، وتمر عملية العصف الذهني بعدة مراحل:
- في البداية يطرح المعلم سؤال أو يقدم للطلاب مشكلة.
- يقدم الطلاب الإجابات وجميع الأفكار ذات الصلة بالموضوع.
- يقبل المعلم جميع الأفكار دون نقد أو حكم، ويلخصها على السبورة ليتم استدعاؤها لاحقا.
- بعد ذلك تبدأ مرحلة فحص الأفكار واختيار الأفكار المناسبة. من خلال المناقشة.
تتميز استراتيجية العصف الذهني بأنها تساعد الطلاب على توليد الأفكار الجديدة، التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر، وزيادة قدرة الطلاب على التركيز على موضوع واحد.
6. التدريس بالتخيل الموجه
تعتمد هذه الاستراتيجية على تکوين صور عقلية إيجابية لتشجيع المتعلمين على إحداث تغييرات ذهنية تساعدهم في فهم موقف ما. وتكمن أهمية التخيل الموجه في أنها تنمي الإبداع والتفکير بصفة عامة، وتعمل على بقاء أثر التعلم بشکل أفضل. ويمكن تطبيق استراتيجية التدريس بالتخيل الموجه عبر اتباع الخطوات التالية:
- تجهيز سيناريو التخيل:
- اختيار کلمات بسيطة أو جمل قصيرة لتوجيه المتعلمين.
- تحديد فترات مناسبة لإلقاء توجيهات التخيل.
- اختيار العبارات التي تخاطب حواس المتعلم.
- البدء بالأنشطة التحضيرية للتخيل، للتأكد من استرخاء المتعلمين وتهيئة أذهانهم.
- تنفيذ نشاط التخيل، ويتم في هذه المرحلة ما يلي:
- شرح الاستراتيجية للمتعلمين.
- لبدء بأنشطة الاسترخاء مثل: أخذ النفس العميق، إغلاق العينين، ترکيز الانتباه.
- البدء في تقديم موجهات التفکير بصوت واضح وعال مع مراعاة فترات تقديم موجهات التخيل.
- توفير الجو اللازم للتخيل مثل عدم المقاطعة، عدم السماح بالمشتتات البيئية.
- مرحلة الأسئلة المتتابعة، ويقوم المعلم في هذه المرحلة بطرح الأسئلة المرتبطة بالموضوع ويتيح للمتعلمين الحديث والتعبير عن تخيلاتهم مع مراعاة مايلي:
- إتاحة وقت کاف للمتعلمين للتعبير عن تخيلاتهم.
- الترحيب بکل التساؤلات.
- تنويع الأسئلة.
- يمکن استخدام طرق غير لفظية كالتمثيل أو التلوين أو الرسم.
7. التدريس التبادلي
التدريس التبادلي هو نشاط تعليمي يهدف إلى تدريب المتعلم على الحوار الفكري، والنقاش حول النص العلمي مرورا بأربعة مراحل كالتالي:
- التنبؤ: وفيه يقوم الطالب بعرض توقعاته عن الأفكار التي قد توجد تحت هذا العنوان ويمكن إجراء هذه المرحلة عن طريق صياغة الأسئلة، أو تنشيط الذاكرة بالمعلومات السابقة، أو قراءة بعض العناوين الرئيسية.
- التساؤل: يقوم الطالب في هذه المرحلة بصياغة عدة أسئلة حول أهم الأفكار والعناوين الواردة في الدرس، وتلك الأسئلة ستوجهه إلى المعلومات الهامة في الموضوع، وعلى المعلم مساعدة الطلاب وتوجيههم إلى الطريقة الصحيحة لصياغة الأسئلة باستخدام أدوات الاستفهام (أين؟ متى؟ كيف؟ من؟).
- التوضيح: يقوم الطالب بالاستيضاح عن أفكار معينة في الموضوع أو مفاهيم يصعب عليه فهمها، وذلك في خطوتين..
- تحديد المشكلة مثل: لم أفهم هذا الجزء، هذه الفقرة غير واضحة .
- تحديد الاستراتيجية: سأعيد قراءة الموضوع أو الجزء، أفكر في كلمات مشابهة، أنظر في الكلمات التي أعرفها.
- التلخيص: يقوم الطالب بتحديد المعلومات الهامة وتجميعها ودمج الفقرات، وحذف التفاصيل الغير هامة.
العوامل المؤثرة على اختيار استراتيجية التدريس
على مدار السنوات الأخيرة ظهرت العديد من استراتيجيات التدريس الحديثة المختلفة، جميعها ذات نتائج فعالة، إذا تم استخدامها بشكل صحيح واختيارها بما يتناسب مع قدرات الطلاب وخبرة المعلم، لذلك عند اختيار استراتيجية تدريس حديثة يجب مراعاة الآتي:
- قدرات المعلم العلمية والتربوية.
- علاقة المعلم بالطلاب والثقة والتفاعل بينهم.
- قدرات الطلاب واهتماماتهم.
- علاقة الطلاب بالمادة التعليمية.
- الفئة العمرية للطلاب وعددهم.
- امكانيات المدرسة ومواردها المادية والبشرية.
- زمن الحصة الدراسية.
- طبيعة المادة الدراسية وأهدافها.
ختامًا، في هذا المقال تعرفنا على بعض استراتيجيات التدريس الحديث التي يمكن للمعلم تطبيقها مع الطلاب للحصول على نتائج إيجابية، وإكساب الطلاب الكثير من المهارات والمعارف المختلفة بما يتناسب مع مستواهم التعليمي والمعرفي.