كيف أستخدم التربية الإيجابية مع طفلي؟

التربية الإيجابية بمفهومها الحديثة يقصد بها الأساليب التي يتبعها الوالدين قائمة على الإحترام المتبادل والتشجيع وبيئة أمنة إيجابية؛ تنمي مهارات الطفل العاطفية والحركية واللغوية في بيئة أمنة أتيح له قدر من الحرية السليمة عكس ما تقدمه التربية التقليدية. إذًا كيف يمكن استخدام التربية الإيجابية مع الأطفال؟

متى ظهر مفهوم التربية الإيجابية؟

 قامت التربية الإيجابية أساسًا على نظرية “ألفريد أدلر ورودولف دريكرز” فقد قدم ألفريد أدلر فكرة الأبوة والأمومة في القرن العشرين، ودعا إلى معاملة الأطفال بإحترام.

أما مفهوم التربية الإيجابية بشكله الحالي طوّر بواسطة “جين نلسن” ومجموعة علماء لمنهج التهذيب الإيجابي.

تعددت مسميات التربية الإيجابية، فـ هناك من أطلق عليها التهذيب الإيجابي، وأيضًا التربية السليمة، وكثير من المسميات التي لا حصر لها.

ما الفرق بين التربية التقليدية والتربية الإيجابية؟

التربية التقليدية

تبنى على أساليب الإجبار والتهديد التي قد تلغي شخصية الطفل وتزرع به سلوكيات غير سليمة، وقد يفقد إحساسه بالأمان وثقته بنفسه.

التربية الإيجابية

تبني داخل الطفل قيمة التوجيه الذاتي الذي يتصرف من خلاله بشكل سوي دون الخوف من الإجبار والتهديد، أي تصرفاته تنبع من قناعة شخصية؛ نتيجة الثقة بالنفس والشعور بالحب والأمان والحرية. والتربية الإيجابية يكون فيها الوالدين على دراية بمراحل نمو الطفل، وطرق التعامل مع كل مرحلة الذي يحقق التربية السليمة لسلوكيات الطفل.

ما هي معايير التربية الإيجابية؟

1. الاحترام 

الإحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم على الموازنة من الأمور الهامة التي تبنى عليها التربية السليمة، فـمن المهم أن يتاح للطفل قدرًا من الإحترام حتى يشعر بأنه مقبولًا وأنه شخص له كيان ويُقدر من الجميع، وأيضًا على الطفل أن يحترم ويُقدر الآخرين.

فيبنى الإحترام المتبادل على الحزم واللين؛ فالحزم بإحترام الكبار والمواقف، واللين بإحترام الطفل واحتياجاته. فالاحترام المتبادل يجعل الطفل واثقًا من نفسه وقدراته.

2. التأثير بعيد المدى

تقوم التربية الإيجابية على التأثير في سلوكيات الطفل على المدى القريب والبعيد، أي ليس وقف السلوك الحالي بل تعمل على تعديل السلوك وتبديله بالسلوك الصحيح وزرعه في نفس الطفل، حتى يصبح شخصًا قادرًا على مواجهة الحياة الحالية والمستقبلية، وينبع من داخله التصرفات السليمة.

3. قدرات الطفل الشخصية

تتيح التربية الإيجابية فرصة لظهور قدرات الطفل الشخصية وإثباتها، من خلال الإحساس بالأمان والثقة وتقبل الذات والآخرين.

4. مهارات الطفل المختلفة

تحث التربية الإيجابية على أن  يكتسب الطفل كثير من المهارات كالمهارات  الاجتماعية والسلوكية مثل: الاحترام، والتقدير، والمساهمة في حل المشكلات، والتعاون.

ما هي أدوات تقييم التربية الإيجابية؟

  • جدول الروتين

ويقوم وفق ما يحتاج سلوك الطفل من تعديل يتبعه نظام روتيني يؤدي في النهاية لتقويم السلوك وتحسينه.

  • جدول درجات الروتين

وفيه يتم تحديد قيمة التغير الذي حدث في السلوك ومدى التأثير عليه.

  • تقييم الروتين

يتم تقييم السلوك ومد وصوله لأي مستوى متوقع.

  • تعديل الروتين

هل أدى الروتين المعتاد إلى السلوك المراد تعديله؟ أو انحرف لاتجاه آخر؟ فإذا انحرف السلوك عن السلوك المطلوب يبدأ الوالدان بإتباع روتين جديد يوجه للسلوك السليم المراد.

  • الثواب والعقاب

مدى التزام الطفل بإاباع السلوك؛ فيعزز الطفل بأساليب التعزيز المناسبة، وإذا انحرف يعاقب بأساليب العقاب التي تؤدي في النهاية لتقويم السلوك وتحسينه.

أفضل الكتب في مجال التربية الإيجابية

1. كتاب الأسرة وتربية الطفل

مؤلفة الكتاب هي الدكتورة هدى الناشف، ويحتوي على فنون التربية التي تقوم على أساس الجانب النفسى، وذكر فيه نظريات التربية التي تساعد في تربية الطفل تربية سليمة، وبناء شخصية الطفل بأساس سليم، بالإعتماد على الطرق الجديدة في عالم التكنولوجيا.

2. موسوعة نمو وتربية الطفل

مؤلفه هو الكاتب إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، وهو موسوعة تشمل الأسس التربوية في صورة مبسطة وواضحة، فقد تفيد هذه الموسوعة الأباء في التعامل مع أطفالهم على أساس علمي يساعد على نمو شخصية الطفل بطريقة سليمة.

3. كتاب سيكولوجية اللعب:

للمؤلفة سوزانا ميلر، ويعد من أفضل كتب تربية الأطفال وترجم لكثير من اللغات ومنها  اللغة العربية، فقد تناول الكتاب أساليب التربية السليمة عن طريق اللعب والترفيه. ويؤكد الكاتب على أن اللعب ليس شيئاً ثانوياً أو لا قيمة له، بل للعب دور فعال جداً في تكوين شخصية الطفل ونموه النفسي بشكل سليم.

4. كتاب علم التربية وسيكولوجية الطفل

الكتاب من تأليف عبد العلي الجسماني، ووضح في ذلك الكتاب أساليب تربية الأبناء منذ عام 1935، لذلك فهو يعد من الكتب المرجعية في تربية الأطفال. ويركز أيضًا على المواقف الحياتية والخبرات الواقعية وليست نظريات متجمدة.

واهتم الكاتب بالجانب النفسي للطفل وللوالدين معًا، وأكد على ضرورة فهم الوالدين للجانب النفسي للطفل والتعامل السليم معه.

ختامًا، التربية الإيجابية تحتاج إلى جهد كبير، لكن في النهاية تساعد الأهل على تنشئة طفل سليم نفسيًا، فهي تستحق فعلًا الجهد الذي يبذل بها من الوالدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *